وصف مواطنون ومقيمون، مدارس تدريب قيادة سيارات في رأس الخيمة، بأنها «غير مؤهلة»، معربين عن استيائهم من المستوي المتدني لإمكاناتها، معتبرين أنه «سبب رئيس في رسوب كثير من المتقدمين لاختبار السواقة، لضعف تجهيزاتها التي يعتمد عليها المتدربون، واختلاف المقاسات بين مواقف التدريب، والاختبار في المرور، إضافة إلى اختلاف نوعية المركبات وحجمها وموديلاتها».
وأقر رئيس قسم ترخيص السائقين في إدارة المرور والترخيص في شرطة رأس الخيمة، العقيد سيف حمد الزعابي، بعدم صلاحية مدارس تعليم، مؤكداً أنها «غير مؤهلة فنياً ولا علمياً، من حيث إعطاء محاضرات نظرية أو عملية عن كيفية القيادة ومهارة تطبيق القوانين المرورية كما ينبغي، ما يؤدي إلى رسوب المتدربين في اختبارات القيادة».
وأضاف أن «الفشل في الاختبار قد يرجع إلى أسباب عدة، أبرزها عدم إعطاء فرصة تدريب كافية للمتدرب، على استخدام مركبات مماثلة للمستخدمة في الاختبار، وتخصيص أماكن مجهزة لتعليم القيادة، ما يؤدي إلى عدم إتقان المتدرب للقيادة بالشكل السليم».
وتفصيلاً، قالت المواطنة شيخة محمد «فشلت في اختبار السواقة تسع مرات متتالية، وكنت أخطئ دائماً في اختبار المواقف الذي أجده مربكاً جداً أثناء الاختبار، حيث إني كنت أجد سهولة أثناء التدريب، لكن تبين لي بعد ذلك أن مقاسات مواقف مدرسة التعليم عشوائية، ولا تتطابق مع المقاسات المعتمدة من قبل إدارة المرور».
وأضافت «التحقت بعدها بمدرسة أخرى أكثر تطوراً من الأولى، ولكن بعد مرور خمسة أشهر من التدريب، استعدت أموالي من دون أن أستفيد منها أي شيء».
واستنكر المواطن أحمد الحبسي غياب الرقابة على مدارس تعليم قيادة المركبات، مؤكداً أن «غياب الرقابة على مدارس التعليم وصل بالمتدربين إلى الرسوب في الامتحانات» مشيراً إلى أن «المدارس تنقصها المعدات والمركبات الحديثة، وأهمها سيارات التدريب على المواقف، حيث يجب أن تكون بالمقاسات نفسها لسيارات المرور».
وذكر أنها تفتقد الكثير من إمكانات التدريب، فلا توجد بها أماكن لتعلم كيفية إيقاف السيارة وإرجاعها للخلف، إضافة إلى أن الطرق كلها التي يتم التعليم عليها غير مرصوفة».
وقال المتدرب ناصر سيف إن «الجهات المرورية في رأس الخيمة يجب أن تضع مقاسات وشروطاً محددة للسيارات وأماكن التدريب لجميع مدارس القيادة، وتعميمها على الجميع، ومن ثم إغلاق أي مدرسة لا تلتزم بالشروط، حتى لا يقع المتدربون ضحية لمثل هذه المدارس غير المؤهلة».
ومن جانب آخر، قالت مدربة في إحدى مدارس التعليم، فضلت عدم ذكر اسمها «نعلم أن سر معاناة المتقدمين للاختبار، هو اختلاف المقاسات بين مواقف التدريب، ومواقف الاختبار في المرور، إضافة لاختلاف نوعية المركبات وحجمها».
وتابعت «لكن لا نستطيع عمل شئ إزاء ذلك، حيث إننا معرضون من صاحب المدرسة للفصل من عملنا إذا أخبرنا المتقدمين بالحقيقة، لذا أطالب قسم ترخيص السائقين بتعميم الشروط والمقاسات على جميع مدارس التعليم، وتشكيل لجان تقوم بالتفتيش عليها وذلك حرصاً على مصلحة الجميع».
وطالبت المدربة «بضرورة إنشاء معاهد حديثة ومتطورة لتعليم قيادة المركبات، تستوفي الشروط كلها المتعامل فيها في المدارس الحديثة على مستوى الدولة».
وقال ضابط فرع فحص السائقين الملازم أول خليفة الحيلي «نحرص على تنظيم العديد من الزيارات الميدانية لمدارس تعليم القيادة بشكل مستمر، وذلك للتأكد من تطبيقها أساليب القيادة الصحيحة، والتدريب على الاختبارات والقواعد المرورية، للارتقاء بمستوى متدربي القيادة».
وأضاف «نتأكد من سلامة المركبات وقدرتها على السير في الطرق أو داخل المدرسة، حتى لا تتعرض العملية التدريبية لأي تشويه أو نفور من جانب المتدرب، إضافة إلى اختبار نجريه للمدربين كونهم العامل الرئيس في نجاح المتدرب».
كما أرجع أحد رجال المرور في الموقع الداخلي للاختبار سبب رسوب المتقدمين إلى« صغر مساحة الموقع في المدارس عنه في إدارة المرور، ما يؤدي إلى ارتباك المتقدم وعدم تصرفه بالشكل الصحيح في كيفية التعامل مع المركبة، لأن اختلاف الأماكن قد يؤدي إلى الفشل، إضافة إلى اختلاف المركبة من حيث موديلها ما يؤدي إلى فقدان السيطرة عليها».
التوقيع